لقد اكتشفت أن الوظيفة بالنسبة لي مضيعة للوقت، فضلاً عن أنها مهانة للانسان معظم الأحيان. وجدت أنها العبودية الجديدة: استرقاق منظم منذ أيام البابلين و الفراعنة. وفي اتساع مستمر، لأسياد صغار أنفسهم مسترقون لأسياد لهم. في هذا الرق تقنن لكل عبد حصته الهزيلة من العيش، و يطرقع السوط فوق رأسه كل يوم في شكل اوامر و عقوبات تتكدس على المناضد المتهافتة في الغرف المكتظة. و يتحايل العبيد كيفما استطاعوا على الأوامر و العقوبات الى ان يتحرروا بعد عشرين ، ثلاثين سنة، بالاحالة على التقاعد، و تأتي حريتهم هذه و قد فقدوا كل ما يؤهلهم للتمتع بها، بعد أن ضيعوا العمر وراء المناضد التافهة و لا يعرفون ماذا يفعلون بحريتهم، فيصابون بحنين الى رقهم القديم.
جبرا ابراهيم جبرا... البحث عن و ليد مسعود
فضلا وليس امرا اترك تعليق لتشجعينا